شهدت الفترة الماضية جدلا كبيرا بسبب بطولة كأس أمم الإفريقية 2021 المقرر إقامتها بالكاميرون في الفترة بين 9 يناير و6 فبراير 2022، بدأ الجدال بانتشار عدة تقارير عن عدم استعدادا الكاميرون لاستضافة البطولة، وبوجود تهديدات أمنية داخل الكاميرون بالإضافة إلي رغبه الأندية الأوروبية بتأجيل المنافسات بسبب ضغوطات الاتحادات الأوربية ورفضها ترك اللاعبين الأفارقة المحترفين خلال الفترة المقبلة لتخوفها من إصابة لاعبيها بفيروس كورونا، وحقيقة الأمر تنطوي على خدعة أكبر، فالأندية الأوروبية ترغب في الاحتفاظ بلاعبيها، واستمرار مسابقاتها بأقصى قوة، وألا تفقد نجومها لمدة تتجاوز الشهر، وأشار لذلك جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" في تصريحات خلال اجتماع مع أعضاء الاتحاد الدولي لكرة القدم، حيث قال: "أمم إفريقيا تقام كل عامين، ونحن نفهم أهميتها، قبل أعوام قليلة لم يكن أحد يهتم بأن البطولة تُلعب في الشتاء ولكن الآن أصبح الأمر مشكلة لأن لاعبين أفارقة كثر يلعبون لأندية كبرى، تلك الأندية تخسر لاعبيها خلال فترة هامة من الموسم. إذا استطعنا تغيير المواعيد، والتأكد من لعب كأس الأمم الإفريقية خلال نافذة سبتمبر الدولية بدلا من يناير وفبراير، سنحل مشكلة كبيرة لدوريات كثيرة تضم لاعبين أفارقة" وأبرز الاتحادات الرافضة الاتحاد الإنجليزي الذي اعلن عن رفضه التام لسفر اللاعبين الأفارقة للمشاركة مع منتخبات بلادهم.
وكان القرار المستقر عليه من قبل رئيس الإتحاد الدولي لكرة القدم جياني انفانتينو، تأجيل البطولة تلبية لرغبة الأندية الأوروبية، مما تسبب في غضب وثورة صموئيل إيتو رئيس الإتحاد الكاميروني الذي رفع راية التحدي في وجه الجميع، مؤكدًا أن هناك حالة من التربص ببطولة أمم إفريقيا.
وصرح إيتو في مقابلة تليفزيونية أنه " لا توجد أي نية لتأجيل البطولة، ولم يظهر لدينا متحور اوميكرون" وأضاف " أعطوني سببا وحيد يدفعنا إلى تأجيل البطولة، الحقيقة أنني لا أعلم لماذا لا يمكننا لعب البطولة" واستكمل قائلا:"عليهم أن يخبرونا عن سبب التأجيل، وإلا فإنهم سيعاملوننا كما هو الحال دائمًا، ينظرون إلينا على أننا أقل منهم، ويجب أن نتحمل ذلك" وتابع: "انظروا إلى كأس الأمم الأوروبية (اليورو) تمت إقامتها ونحن في وباء، بل وبملاعب ممتلئة، ولم يكن هناك العديد من الحوادث، وأقيمت في عدة مدن أوروبية" والاتحاد الكاميروني سيدافع بكل قوته عن الاحتفال بكأس أمم إفريقيا، أريد أن يقولوا الأمور بوضوح، لكن أسوأ شيء ممكن هو أن بعض الأفارقة متواطئون معهم".
وبهذه التصريحات أغلق إيتو باب المناقشات حول إمكانية التأجيل، فبطولة أمم إفريقيا هي بمثابة احتفال للقارة السمراء بإرثها ونجومها الذين يتألقون في أوروبا، وفرصة لتجمع استثنائي تعيش معه القارة أيامًا لا تُنسى، ومباريات في غاية القوة، وهناك شعور أن ما يحدث مع أمم إفريقيا هو حالة كيل بمكيالين غير تقليدية، وأنهم بالفعل ينظرون بدونية إلى البطولة.
من جانبه أكد باتريس موتسيبي رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، أن مباريات نهائيات بطولة كأس أمم إفريقيا المقررة في الكاميرون، ستقام في موعدها، وقال موتسيبي: "كأس الأمم إفريقيا ستقام في موعدها، سأتواجد هنا في الكاميرون يوم 7 يناير المقبل مع زوجتي وأولادي لحضور البطولة التي تنطلق يوم 9 من نفس الشهر". وتابع: "أشعر بالفخر لوجود شخص مثل صامويل إيتو على رأس الاتحاد الكاميروني لكرة القدم".
إصرار إيتو، وضغط موتسيبي يؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن أمم إفريقيا ستقام بشكل طبيعي في موعدها، وأن المحاولة المضنية للتأجيل لن تُفلح.
--------------
من المشهد الأسبوعي